الاثنين، 26 ديسمبر 2011

رحلة حب مع أيوب طارش..

حينما تستلقي على فراشك ليلاً تتذكر الحبيب فانك تستعيد تلك الذكريات الجميلة والأيام السعيدة ويمر شريط الأحداث أمام عينيك فيه كل التفاصيل

أذكرك والليالي غامضات النجوم,, والسماء مستضيفة سارية الغيوم
والقمر قد توارى في السحايب يعوم ,, والهواجس بقلبي ساهرة لا تنوم

فتتولد لك الرغبة أن تخاطب الحبيب بعمق حبك وإخلاصك و وفائك وتستشهد بدمع العين على صدق إحساسك.

أحبك والدموع تشهد,, ودمع العين ما يكذب
ولا حبيت غيرك حد ,, وبك وحدك عرفت الحب

وحين يكون الحبيب هو منية النفس وسلوة الخاطر وهو السرور والسعادة ولم يخلق الود والحب إلا من اجله ستجد نفسك تناديه بأجمل الأوصاف.

يا منية النفس يا ناظر .. يا صبحي الطالع السافر
يا سلوة القلب والخاطر .. يا نجمي الباني الزاهر

وسيكون عندك الاستعداد لتعمل أي شيء لتنال رضا محبوبك ولو كان ذلك على حساب أشياء كثيرة فإنك لن تتردد طالما وهذا سينال رضا من تحب.

من أجل عينك يا حبيب القلب .. شاكرم ألف عين

يغيب الحبيب ويملأ قلبك الحنين ويضنيك الشوق ولا زال عندك الاستعداد على الصبر سنين, بل الاستعداد على إعطاءه حياتك مادام حبيبك وفي لميثاق الحب الذي بينكما.

مهما يلوعني الحنين .. شاصبر وأراعي لك سنين
وأعطيك كل العمر .. ما دامك على عهدك أمين

كما يكون عندك الاستعداد ايضا لتذهب وراء الحبيب أينما كان وتفديه بروحك وكل ما تملك.

خذني معك
وياحبيبي شتبعك
خذني معك
خذ من عيوني ماتشاء
شفديك بروحي يارشا
كيف شفرقك وأنت الذي
ساكن بقلبي والحشا

ولكن الحال لا يدوم , والحب يمر بمراحل يكون فيها على حافة الضياع و يبدأ قلبك يوجه تلك الأسئلة المريرة هل لا زال حبيبك على عهده؟ فتأخذك الأشواق منه وإليه لعل وعسى أن تتيقن من إخلاصه ووفائه لك.

قلبي يسائلني عليك .. أين انت ؟.. اين الحب ؟.. هل عادك حبيب؟
واسمع لنبضي في دمي.. أنـّات تسألني.. لماذا لا أجيب؟
وأنا وأشجاني وأطياف الندم .. اشرب ندى عيني واقتات الألم .. وامشي بلا دنيا وأحيا في عدم.

بعد العناء والسؤال لا تجد من محبوبك أي إجابة غير الهجران والقسوة ليعكس حال تغير الدنيا وتأثيرها على قلب حبيبك, فتطلب منه أن تتبادلا القلوب حتى يمكنك نسيانه أو هجرانه فقلبك المخلص لن يطاوعك.

هات لي قلبك ,, وخذ قلبي معك
يمكن أقدر اهجر ك أو أخدعك

يزداد الهجر ويبتعد الحب فتقرر أن تضع النهاية الأليمة لقصتك التي طالما كانت تمثل جزء حياتك الأفضل والأجمل

رح لك بعيد .. رح لك ما عادناش لك
من بعدما .. غيري سطا وشلك

وتتوجه لمن حولك ترثي الحب وتحذر منه , وتتمنى أنك لم تعشه فقد كنت أسير حبيبك, تغني مع قمارى النخيل .. وتعيش في أحلام حب أقوى من المستحيل.

يا ويل من حب مثلي .. ضحى واخلص وخاب
شا قل لمن حب قبلي .. إني بجرحك مصاب
واقل لمن حب بعدي .. العز قبل العذاب
واقل لكل المحبين .. إن المحبة سراب

لا تجد في نهاية المطاف إلا أن تبيع قلبك المكلوم, لتشتري بدلا عنه قلب تستطيع أن تحيا به ما بقى من عمرك وتنسى حبا منك ضاع.

من يبايعني بقلبي .. أنا بياع
شاشتري لأجل أنسى الحب الذي ضاع .. قلب ثاني



طبعا طبعا
أيوب فناني المفضل ..

تحاببنا واهدينا إلى الأرواح زهرات الكعوب
غرسنا وقطفنا من الأفراح ذكرى لا تذوب
عصرناهن وأروينا ظما الأقداح ساعات الغروب
تشرحنا ودقينا مع الشراح أجراس القلوب

أيوب طارش..صوفية الكلمة.. نغم الخلود!!

صحيفة 26سبتمبر
من يدلني أولاً كيف تؤدى التحية بطريقة العسكر وكيف يبدع الاطفال في هندسة الدموع وكيف ترسم القُبلات بطريقة العشاق وكيف تمارس المتصوفة طقوس الحب في حضرة الوالي..!!
كي أتمكن من صياغة الشعور وتجسيد حالة إنسانية خاصة تليق بالموقف بكل معنى الاكتمال وبكل كبر المعنى..!!
كتب: محمد أمين
أنا عازم أخيراً ان انجز مشروعاً كبيراً من المشاعر والكلمات لانسان أبدع في تشكيل أحساسي وبناء ذائقتي وسافر أعواماً وأعواماً في جوارحي فأحياها وأضاء جوانبها ايماناً ووطنية وحباً ومازال يبحر في روحي فيغمرها طمأنينة وفضيلة وسمواً..!! مشروعاً لايعيقه حد ولانهاية.. مشروعاً كبيراً من المشاعر التي يجب أن تتنفس الدموع وتأخذ راحتها في السفر الى وجدان الاستاذ الفنان ايوب طارش عبسي فتستأنس بالتجول في سريرته والتأرجح في أهدابه..!!
أيوب طارش بساطة الطيبين.. عبق الصالحين.. نغم الخلود.. عنوان تعز الابرز وابو الغناء التعزي ومؤسس مدرسته..
فالبدء في هذا الأمر الآن وليس غداً خوفاً ان اشعر بعقدة الذنب وعملاً برد الجميل بالجميل.
لكنني أتوقف احياناً وأسال نفسي هل هناك متسع من الكلمات تأخذ حجم الشعور وهل الاستاذ أيوب طارش سيسمح بتجسيد هذا الشعور كما أريد حتى يكون الرضا ويهدأ البال.
أيوب طارش صوفية الكلمة روحانية الجوارح حين يشدو بكلمات أحمد بن علوان أو عبدالرحيم البرعي أو الجنيد.. يجبرك على تسليم زمام الروح للرجوع.. والتنصل من عظمة (الأنا) والوقوف على حصاد الأثم.. رشته روحانية كاملة يطيب به الداء ويعيد الحياة الى........!!
أهداني أخي العزيز رزاز أمين الشرعبي كاسيت أيوب طارش الجديد «عاد لي ودي» وهو يعرف تقديري الكبير لهذه الهدية.. انتظرك حتى أرتب جوارحي وأستمع الى هذا الشريط فلا أدري حين سمعت أغانيه كيف لهذا الصوت أن يقود روحي بلا أرادة الى حيث يريد ويأخذ مني بلا استأذن فكان أيوب طارش في شريطه الجديد «عاد لي ودي» اكثر من رائع اداءً واحساساً وتوزيعاً وموسيقى ووضوحاً.
كانت البداية مع شاعرنا المرهف عملاق الكلمة وأحد فرسان الاغنية اللحجية واليمنية «عبدالله هادي سبيت» رغم أن كلمات هذه الاغنية قديمة وقد غناها ايوب طارش من قبل لكن جاءت في هذا الشريط بشكل جديد تماماً وفي قمة الروعة والابداع.
أحبك والدموع تشهد
ودمع العين مايكذب
ولاحبيت غيرك حد
وبك وحدك عرفت الحب
وعرفته يوم ماشفتك..
وشفت ذا الطرف ذي يسهر
وذقت اليوم حرمانك
وقلت من شاهدك يغفر
وناجيتك بأنغامي وكل الناس
غنت لك..
وقلبي لك يعيش ظامي
بجنبك عاش يحلم بك
وكم حرمت نوم العين
لكن الطيف يشغلني
وكم قد ذبت بيني بين
شجن وأنت قريب مني
....
أما الاهم في هذا الكاسيت هو الفضول وهو المفاجأة التي حملها أيوب لكل المعجبين والمهتمين بالاغنية الفضولية «قولوا لأهل امعتب وملامة» أغنية جديدة احتفظ بها أيوب من قبل وفاة الفضول واخرجها هدية لايمكن ان تقدر بثمن فكل أغاني هذا الشريط في كفة وهذه الاغنية في الاخرى..
قولوا لأهل امعتب وملامة
لمه لمه ملامهم إلى مه
من يوم عشقنا قامت أمقيامه
وقربوا لنا امصراط ومنار
ولو كف هذا القلب عن غرامه
ما عاش غير امخزن ومندامه
ولا هني صحوه
ولا منامه ولاسجع مغني
وحرك أوتار
........
كل امغنى وامفل من تهامه
وسجعة امقمري ومحمامه
وخضرة امريحان والتمامه
وكل مافي امروض من خزامه
لكل حالي زينة زمامه
لمن يجي مثل امعسل كلامه
من لبسات امحسن وامزخامه
كأنما تلبسين الاقمار
لقد حملنا أيوب بهذه الاغنية الفضول بين أحضان الوتر وأسعد الجميع بهذه المفاجأة الفضولية ويذكر الاستاذ أيوب أن هذه الاغنية كتبها الفضول قبل وفاته كأول تجربة في كتابة الشعر الغنائي باللهجة التهامية وكتبها الفضول على غرار «طائر أمغرب» للاستاذ عبدالرحمن جحاف.. والتي أعجب بها الفضول وأعطى رأيه الجميل لأيوب من هذه النصوص غنى والتي سوف يأتي الحديث عنها مفصلاً في حلقة خاصة لاحقاً لانها تعد رائعة من روائع الغناء اليمني مثلها مثل «لقاء الاحبة» للاستاذ والشاعر الكبير ابراهيم الحضراني وقصيدة «مطر» للشاعر المبدع حسن عبدالله الشرفي والتي جاءت لتصوير رائع للحالة الجميلة التي قضاها الشرفي في تهامة وبينها وبين طائر امغرب توأمة..!!
على العموم لقد جاء أيوب بصوت شعري شاب من سلطنة عمان الشقيقة وعند سؤالي للاستاذ أيوب طارش عن طبيعة هذا التعاون مع الشاعر كامل مسلم قال لي أنه شاعر رقيق وهناك صداقة تربطه مع والده وان الشاعر «كامل مسلم» شاعر موهوب مغمور لم يجد طريقة للظهور وباعتقادي أن هذا التعاون الجميل مع أيوب سوف يكسبه ثقة ومكانة لان ايوب طارش غنى من اشعاره وهذا بحد ذاته ظهور وتكريم مابعده تكريم فكون أيوب طارش استصاغ كلماته وغناها فأنه شاعر مبدع بامتياز وخالد بخلود صوت أيوب طارش..!!
وفي خضم سؤالي الاستاذ أيوب طارش عن عوامل اختيار قصيدتين للشاعر كامل مسلم بعد أن عددّ لي هذه العوامل قال أيوب في اثناء حديثي معه أن الشاعر الجنيد أعجب هو الآخر بكلمات الشاعر كامل مسلم وأنه أحسّ فيها شفافية وروحاً نقية من ادران الواقع..!!
على كل حال فان الاستاذ الكبير أيوب طارش -أطال الله في عمره وأمده صحة وعافية- كان موفقاً في هذا الشريط.
قلت له يا استاذ أيوب «عاد لي ودي» اكثر من رائع وهذا ليس غريباً عليك وقد جعلتني أعيش حالة من السمو العاطفي اثناء سماعي لهذا الشريط لا تتصورها أنت ابداً.
قال كل هذا من توفيق الله ودائماً الانسان يجتهد فينال من الله التوفيق، أقدر أن شخصياً جداً جداً كل الجهود التي بذلها أيوب في هذا الشريط ونحن نظل مدينين له دائماً بالحب.
كما أشكر الشركة المنتجة لهذا العمل الابداعي وفعلاً كان بالمستوى الذي نريده.
أيوب وصوفية الكلمة
الحديث مع الاستاذ ايوب لايمل وتود أن يظل يتكلم حتى ترتوي من حديثه وشجونه, طلبت منه أن يوضح لي سبب هذه الروحانية التي اتذوقها في غنائه من اشعار احمد بن علوان والبرعي والجنيد فقال ان هذا الحس الروحي الايماني موجود معه منذ طفولته ولكن الجنيد واشعار بن علوان سقته واشرفت على نموه. لعمري أن أيوب طارش بفطرته الانسانية صاحب روح صوفية منذ أن كان طفلاً هناك عندما يلبس الليل المكان وتخلد الاشياء الى الهجوع يكون أيوب طارش مازال يقظاً لم ينم يرقب خطوات العمر.. ويناجي الله بصوت منكسر خاشع.
كما أن الاستاذ ايوب يجد لذة المناجاة في تلاوة القرآن الكريم مابين الصلاتين المغرب والعشاء وهذا ينعكس على ذلك الرضا القابع في عينيه وذلك الايمان والروحانية الساكنة جوارحه وفؤاده ولم يكن هذا المنحى الصوفي الذي انتهجه أيوب في سلوكه وغنائه. جاء هكذا فجأة انما تراكمات انسانية وفطرة ايمانية قادته الى هذا المنحى الذي دائماً مايتمناه الانسان هو أن يكون صادقاً في اتصاله بالله قولاً وسلوكاً..
الحديث مع الاستاذ جميل ولايمل وفي صوته بساطة وطيبة لم اتوقعها وأنا ازاحم عليه في الاسئلة التي لم تنته لولا اشفاقي أن لا أتعبه وقد كان مشغولاً.. لما انتهت اسئلتي مثلما لاينتهي حبي لهذا الانسان الرائع البسيط المتواضع..
كان لي حديث قبل فترة كبير مع الاستاذ فكري قاسم عن اهمال المبدعين في بلادنا وكان من ضمن الحديث عن الاستاذ أيوب طارش فقال لي الاستاذ فكري ان الاستاذ ايوب لم ينل حقه الكامل من التكريم وأن من شدة تواضع وبساطة أيوب أنه لايدرك مدى تلك المشاعر التي يكنها له الناس.. في كل مكان.. ومدى الشهرة التي جاوزت المسافات سلوك أيوب وبساطته ليست مصطنعة أنما هي فطرة انسانية هكذا أوجد نفسه ايوب طفلاً في بيئته القروية بهذه الشخصية الفريدة.
ودَّعت الاستاذ أيوب وهو بالطبع يدرك مدى ما احمل من أسئلة أنما هي البداية..!!
تكريم ايوب
باعتقادي فان الوقت قد حان أن نكرم أيوب كما يستحق.. جهات رسمية ومؤسسات ثقافية وشعبية فالرجل لم يعط حقه الكامل من الاحتفاء.
أيوب اعطى للوطن كل ابداعه فيجب أن ينال اعلى مراتب التكريم الآن وليس غداً..!!
واخص بالذكر قيادة وزارة الثقافة وقيادة محافظة تعز التي يعد أيوب من ابناء هذه المحافظة الحالمة ومن ابرز ابنائها المبدعين والخالدين في التاريخ.. اتمنى ان يقام لأيوب حفل تكريم ترعاه قيادة المحافظة بشكل يليق بتاريخ أيوب الابداعي وتتبنى اقامة معهد موسقى متخصص يحمل اسمه عرفاناً بمكانة ايوب والحب الكبير الذي يكنه الجميع له.

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

قصة اليمني الوحيد الذي يتفق عليه أنصار النظام والمطالبون برحيل الرئيس

"فنان اليمن الأول" أيوب طارش العبسي، صاحب النشيد الوطني ولحن السلام الجمهوري، والذي يعد من أشهر فناني الأغنية الوطنية،
قصة اليمني الوحيد الذي يتفق عليه أنصار النظام والمطالبون برحيل الرئيس

الخميس, 17-مارس-2011
صنعاء - عبدالعزيز الهياجم -
فيما ينقسم اليمنيون بين مَنْ يرى ضرورة تغيير النظام ورحيل الرئيس ومَنْ يؤيد الرئيس صالح وينادي بالإصلاح في ظل وجود النظام، يبقى هناك شخص واحد يحظى بإجماع كل اليمنيين ويتغنى به الكل بلا استثناء، المعارضون والمؤيدون.

هو "فنان اليمن الأول" أيوب طارش العبسي، صاحب النشيد الوطني ولحن السلام الجمهوري، والذي يعد من أشهر فناني الأغنية الوطنية، وتطغى أغانيه هذه الأيام على ساحات التظاهرات ووسائل إعلام السلطة والمعارضة.

فالمؤيدون يستمدون من أغانيه روح معاني التمسك بالوحدة والثورة والأمن والاستقرار والتنمية كتعبير عن إنجازات النظام، بينما المعارضين يستلهمون حماسة المشاعر الثورية ونداءات التمرّد على الظلم والفقر والتضحية من أجل غد أفضل.

وتعد أغاني طارش الوطنية جزءاً أساسياً من العقيدة العسكرية للجيش اليمني؛ حيث تشكل توجيهاً معنوياً لمنتسبي القوات المسلحة والأمن الذين يستيقظون على وقعها، لارتباطها ببرنامجهم اليومي وطاقة حماسية خلاقة لطقوسهم التأهيلية والتدريبية. كما أن طلاب المدارس في مختلف أرجاء اليمن يبدأون صباحهم بترديد أغنيته التي أصبحت النشيد الوطني للبلد.

ومثلما ظلت أغانيه تتصدر الإعلام المرئي والمسموع للحكومة خاصة في المناسبات والأعياد الوطنية، كانت هذه الأغاني الوطنية الحماسية سلاحاً قوياً استعمله الشباب المنادون برحيل الرئيس صالح، حيث إن الإذاعات ومكبرات الصوت التي أقيمت في ساحات الاعتصامات والتظاهرات يشكل طارش مادتها الخصبة والمحفزة لحشد مئات الآلاف الذين يرفعون شعار "ارحل". وواكبت ذلك القنوات الفضائية التي تتبع أحزاب المعارضة اليمنية.

فتظاهرات المطالبين برحيل النظام تردد معه: "اهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يذل.. وقفوا للشعب إن شعباً شهماً لا يضل.. عاش الشعب.. عاش الشعب".

أما المتظاهرون تأييداً للنظام فيقولون خلفه: "ليس منا أبداً من فرقا.. ليس منا أبداً من مزقا.. ليس منا ابداً من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا".

الإعلامي فؤاد العلوي الذي هو ضمن المنتمين لشباب التغيير المطالبين برحيل صالح يلاحظ هذا الإجماع حينما يتجول بين فعاليات الاحتجاجات التي ينفذها أنصار الرئيس صالح ومعارضيه، "حيث أصبحت أغاني طارش الوطنية وجبة يومية وملتقى لا يختلف حول سماعها أحد، وصار صوت هذا الفنان الأعلى في كل ميادين الاحتجاجات المعارضة والمؤيدة على حد سواء، وحتى في قنوات التلفزة الحكومية والمعارضة"، بحسب ما يقول لـ"العربية.نت".

صوت تجمّع الإصلاح

ليس هذا فحسب بل إن الفنان أيوب طارش أصبح الصوت الصداح في قناة "سهيل" الفضائية التي يديرها التجمع اليمني للإصلاح الحزب المعروف عنه توجهه الإسلامي، والذي يتبنى بعض أعضائه رأياً فقهياً محرماً للغناء والموسيقى.

وفي ساحة التغيير بجامعة صنعاء التي يخيم فيها معارضو الرئيس، لا فرق بين ذوي الاتجاه الإسلامي وذوي الاتجاه اليساري من اشتراكيين وناصريين، فالكل يرقص على أغاني أيوب طارش العبسي الثورية والوطنية، والكل يصفق لها ويطرب لسماعها.

ويرى الكاتب والصحافي نبيل نعمان العبسي، الذي ينتمي الى مسقط رأس الفنان أيوب طارش أن الأخير "لا يختلف عليه اثنان ويجمع حوله الكل لكونه يعبر في أغانيه وأناشيده عن الوطن والأرض والإنسان، وهو ما جعل اليمنيين يلتفون حوله منذ بدأ مشواره الفني".

ويضيف: "الفنان أيوب طارش لم يغنِّ يوماً لزعيم أو قائد بل كان الوطن محوراً لفنه وتمسك بهذا المبدأ طوال مشواره الفني ما جعله في كافة المراحل والمنعطفات محل إجماع وتقدير وحب الجميع، وأوضح ما يكون ذلك في أيام الشدائد والانقسامات حيث نجد أن أيوب طارش بلحنه الجميل وصوته العذب وكلمته الوطنية يستقطب كافة الأطراف ويلهم الجميع لأن حضور الوطن القوي والمخلص في فنه شكّل ملاذاً للجميع".

وطارش الذي ينتمي الى محافظة تعز الشمالية، انتقل وهو صغير الى عدن مع والده أيام الاحتلال البريطاني وذلك مطلع ستينات القرن الماضي، وهناك التحق بالتعليم ثم بدأ سراً ممارسة هوايته في الغناء والعزف على العود، ثم عاد الى شمال اليمن ليشكل مع الشاعر والمناضل الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان مدرسة غنائية جديدة خصوصاً في الأغاني الوطنية التي ألهمت المناضلين وألهبت حماسة الشعب اليمني.

"ردّدي أيتها الدنيا نشيدي"

بدأت قصة "رددي أيتها الدنيا نشيدي" التي يرددها كل اليمنيون, عندما ذهب طارش الى عدن ليسجل تلك الأغنية عام 1981. فسمعها رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد فأعجب بها وطلب منه أن يجعل منها لحناً ونشيداً وطنياً. وبالفعل، أصبحت النشيد الوطني لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي وتعد ضمن منظومة الأنظمة الماركسية الحليفة للاتحاد السوفييتي.

وعندما كانت تتسارع وتيرة اللقاءات والاتفاقيات بين قيادتي الشطرين الشمالي والجنوبي خصوصاً في عام 1989 عندما كان يتهاوى المعسكر الاشتراكي مع تطبيق بيروسترويكا غورباتشوف, كان هناك إجماع من الشماليين والجنوبيين على أن "أغنية رددي أيتها الدنيا نشيدي" هي الأنسب لتكون النشيد الوطني للدولة اليمنية الموحدة. غير أنه حصل خلاف سياسي شهير على كلمة "أممياً" حيث جاء في مقطع منها "عشت إيماني وحبي أمميا.. ومصيري فوق دربي عربيا.. وسيبقى نبض قلبي يمنيا".

فالمسؤولون الشماليون الذين كانوا ضمن نظام أقرب لتصنيف حليف للغرب اعتبروا أن كلمة "أمميا" ترتبط بشعار المنظومة الاشتراكية السوفييتية وبالتالي فإن الإبقاء على الكلمة يرمز إلى هيمنة المشروع الاشتراكي على الدولة اليمنية الموحدة.. فكان الاعتراض على الكلمة ليتوصل الجانبان الى تغييرها بكلمة "سرمديا".. وهو ما أثار ضجة وجدل بين النخب المثقفة والفكرية حتى تم إعادة الكلمة مجدداً بقرار جمهوري قبل ثلاثة أعوام.


العربية نت